بــــغدادُ ماذا أرى في حــالِكِ الظُلمِ * نــجــــماً يــلوحُ لنـا أمْ لفحَةَ الحــمــمِ؟
أرى النـــواحي وضوءُ النارِ يلفَحُها * فكيــف تجـــتمعُ الـنيرانُ في الظُـــلمِ؟
بـغدادُ لا تـــسكتي ردي علـى طلبي * وامحي سؤالي الذي أحكيه مِلءَ فمي
بــغدادُ أيــنَ زمـانُ الــعزِ فــي بـــلدٍ * كـــان الســــلامُ بهِ أسمــى من العَلَمِ؟
دارُ الــسلامِ أيــا بــغدادُ هـل بــَعُدَتْ * عنكِ الجحافلُ في يومِ الــوغى النهمِ؟
بــغدادُ أينَ سحابُ المُزنِ إذْ حَكَـــمَتْ * يدُ الرَشـــيدِ بعــدلِ اللهِ فــي الأُمــمِ؟
يــقولُ أنى سَكبتِ المُزنَ سوفَ أرى * منــه الخـــَرَاجَ ويـَأْتــيني بلا غـرمِ
أينَ الــجحافلُ يـا بغدادُ عــن زمـــنٍ * تخاذَلَ العُرْبُ عن أفعـالِ مُعتــصمِ؟
قــادَ الجحــافــلُ لـمْ يَهــْنَأْ بشــربَـتـِه * حتـــى أتى ثــَأْرَهُ في الأنجُمِ الحرمِ
بــالله ِلا تــَخْجَلي واحــكي حــقيقـتنا * ولتــكشفي حــالنا حـــالٌ من السدمِ
بــاللهِ قولــي أيــا بــغــدادُ لا رَقــُدِتْ * عيـــنُ الجَبــَانِ إذا نامتْ عن الهممِ
واســتخلفي الله فــي عصـرٍ لقيتِ به * ذلَ المهانةِ بـــينَ العــــُرْبِ والعَجَمِ
حـــانَ الــوداعُ أيا بــغــدادُ فانــتحبي * فقد أُصيبَ جميــعُ الـــقومِ بــالصَمَمِ
حـــانَ الــوداعُ أيا بــغــدادُ قد نُحِرَتْ * رُجُـــولةُ الـــقومِ في مـــيدانِ مُنْـتَقِمِ
هــذا الـــوداعُ فــموتي خيرَ عاصمةٍ * مذبوحـــةٍ ربــما مــاتتْ بــلا ألـــمِ!